للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٢٥ - [٧١] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ طَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا عَائِشَةُ حَوِّلِيهِ؛ فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا".

٥٢٢٦ - [٧٢] وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ الإِيَاسَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاس".

ــ

٥٢٢٥ - [٧١] (عائشة) قوله: (فإني إذا رأيته ذكرت الدنيا) لم يعلله -صلى اللَّه عليه وسلم- بحرمة التماثيل ومنعها عن دخول الملائكة، إما لأنه كان قبل النهي عنها، أو لأنها كانت دقيقة لا تبدو للناظر، أو لأنه قد لا يحرم في أمثال الوسد والفرش كما سبق في بابه، أو لينبه أهل بيته على ترك الترفه والتنعم بما هو من الدنيا حتى لا يأخذوا سترًا آخر ولو غير مصور فيه من النفاسة، وقد ورد النهي عن كسوة الجدران بالستر.

٥٢٢٦ - [٧٢] (أبو أيوب الأنصاري) قوله: (فصل صلاة مودّع) أي: تارك نفسه وجميع ما سوى اللَّه تعالى، وأقبل بكلك إلى جناب الحق بتوجه تام وإخلاص كلي، ويحتمل أن يكون معناه -واللَّه أعلم- مودع حياته، أي: ظُنَّ كانت هذه آخر صلاتك، وهذا الوقت آخر عمرك، كما جاء في وصية المشايخ: ينبغي أن يكون المصلي في صلاته كأنه في آخر صلاته في عمره، فإذا كان كذلك فلا بد يحسنها ويصلي كما ينبغي.

وقوله: (تعذر) أي: تحتاج إلى الاعتذار، الظاهر أن المراد الاعتذار في الآخرة عند الرب تعالى، ويجوز أن يكون مطلقًا شاملًا التكلم بالنسبة إلى الأصحاب والخلق جميعًا، أي: لا تكلم بما فيه إثم أو إيذاء لأحد، واللَّه أعلم.

وقوله: (وأجمع الإياس مما في أيدي الناس): (أجمع) من الإجماع بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>