للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٢٧ - [٧٣] وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجدِي هَذَا وَقَبْرِي"، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-،

ــ

تصميم العزم على الشيء، و (الإياس) بكسر الهمزة بمعنى اليأس، مصدر أيس، لغة في يئس، قال في (القاموس) (١): أيس إياسًا: قنط، وجاء آيَسُ يأسًا، كذا في (الصحاح) (٢)، وقال الطيبي (٣): الظاهر أن الإياس وقع موقع اليأس سهوًا من الكاتب؛ لأن الإياس مصدر آسه: إذا أعطاه، وليس مصدر أيس مقلوب يئس؛ لأن مصدر المقلوب يوافق الفعل الأصلي لا المقلوب، وهذا ممنوع، إذ قد جاء جبذ جبذًا في جذب جذبًا، وأيضًا يفهم من كلامهم أن أيس ليس مقلوبًا من يئس، بل لغة على حدة بمعناه، كما قيل أيضًا في جبذ إنه لغة في جذب، والحاصل أن إياسًا قد جاء في مصدر أيس سواء كان مقلوبًا أو لغة مستقلة، فتدبر.

٥٢٢٧ - [٧٣] (معاذ بن جبل) قوله: (إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي) وجاء في حديث (الموطأ): فتوفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل أن يقدم معاذ، وما جاء على خلاف ذلك ففي صحته كلام.

وقوله: (جشعًا) قال الطيبي (٤): الجشع: الجزع لفراق الإلف، وفي


(١) "القاموس" (ص: ٤٩٢).
(٢) "الصحاح" (١/ ٢٨).
(٣) "شرح الطيبي" (٩/ ٣٢٨).
(٤) "شرح الطيبي" (٩/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>