للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ. . . . .

ــ

الراء وكسرها، وفي الحواشي: الرمال بكسر الراء وضمها جمع رميل بمعنى مرمول، أي: منسوج، وفي (القاموس) (١): رمال الحصير كغراب: مرموله، وفي (مجمع البحار) (٢): الرمال ما رمل، أي: نسج من رمل الحصير، وأرمله ورمّله مشددًا للتكثير، وهو كالخطام لما خطم، وقيل: هو جمع رمل بمعنى مرمول كالخلق بمعنى المخلوق، والمراد أنه كان الشرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير، هكذا قال الطيبي (٣)، ولا يذهب عليك أنه يفهم من نسج وجه السرير بالسعف أن نفس السرير كان منسوجًا بالسعف كما ينسج في ديارنا بالحبال، ولا يناسبه قوله: (ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير)، فإنه يفهم من أنه كان الحصير مطروحًا على السرير كما يطرح اللحاف، فأولى أن يكون (أو) مكان الواو، ليكون بيانًا لاحتمالين. وفيه (رمال حصير) من إضافة الجنس إلى النوع، كذا في بعض الحواشي، وتكون حينئذ الإضافة بيانية كما في إضافة العام إلى الخاص، مثل شجرة الأراك، أي: منسوج هو الحصير، فيفهم منه أنه كان مضطجعًا على الحصير بدون فراش آخر على الحصير موضوعًا على السرير أولًا، فافهم.

وقوله: (من أدم) محركًا اسم للجمع، واحده أدمة: الجلد أو أحمره أو مدبوغة، والأديم كذلك.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٩٠٧).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٢/ ٣٨٣).
(٣) "شرح الطيبي" (٩/ ٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>