للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٦٢ - [٣٢] وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: . . . . .

ــ

المحبوب، وحرها واحتراقها بالنظر إلى الأعداء، ولذا يقال للولد: قرة العين.

وقوله: (في الصلاة) دون أن يقول: الصلاة إشارة بأن الفرح والسرور والاطمئنان إنما يحصل بالإحسان ومشاهدة الحق على حسب قوله: (كأنك تراه) الذي يحصل له في الصلاة لا بنفس الصلاة، لأنها مما سوى ذات اللَّه تعالى، والمشاهدة إنما تحصل بمطالعة الذات.

نعم الصلاة نعمة اللَّه وفضل منه، وحصول الفرح بنعمة اللَّه تعالى وفضله أيضًا مقام عال، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: ٥٨]، لكنه دون مقام مشاهدة المفضل والمنعم، ومقامه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعلى وأرفع، ولذلك قال: {فَلْيَفْرَحُوا} غيبة أو خطابًا، ولم يقل: فليفرح المؤمنون بفضل اللَّه عليهم، وليكن فرحك يا محمد بي، ويمكن أن يكون لبعض أخص خواص الأمة نصيب من هذا المقام بمتابعته -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن قرة العين بالشهود على قدر المشهود، ولما كان معرفته -صلى اللَّه عليه وسلم- أكمل من معرفة كل عارف كان شهوده أتم من شهودهم، فلا يكون قرة عيونهم مثل قرة عينه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

٥٢٦٢ - [٣٢] (معاذ بن جبل) قوله: (بعث به): (بعث) يجيء متعديًا بدون الباء، في (القاموس) (١): بعثه كابتعثه: أرسله، وكذا في (الصحاح) (٢)، وكذلك يوجد في موارد استعماله، ولعلهم لم يطلقوا هذا على هذا الحديث إن كان صحيحًا، أو الباء مزيدة، أو المراد بعث الناس معه، واللَّه أعلم.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٥٢).
(٢) "الصحاح" (١/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>