للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ. [حم: ٥/ ٤٠، ت: ٢٣٣٠، دي: ٢٧٨٤].

٥٢٨٦ - [٣] وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- آخَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ مَاتَ الآخَرُ بَعْدَهُ (١) بِجُمُعَةٍ أَوْ نَحْوِهَا، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: دَعَوْنَا اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ وَيَرْحَمَهُ وَيُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ وَعَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ؟ " أَوْ قَالَ: "صِيَامُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ، لَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ. [د: ٢٥٢٤، ن: ١٩٨٥].

ــ

هنا مستعملان في معنى التفضيل، فالذي قصر عمره وحسن عمله والذي قصر عمره وساء عمله خير وشر في أصل معنى الفعل.

٥٢٨٦ - [٣] (عبيد بن خالد) قوله: (ما قلتم) أي: في الدعاء له في صلاتكم عليه.

وقوله: (لما بينهما) بفتح اللام؛ أي: التفاوت بينهما أبعد وأكثر مما بين السماء والأرض.

استشكل بأنه كيف يفضل عمله في جمعة بلا شهادة على عمل صاحبه معها، إذ لا عمل أزيد ثوابًا على الشهادة جهادًا في سبيل اللَّه وإظهارًا لدينه سيما في مبادئ الدعوة وقلة أعوانه؛ وأجيب بأن هذا الرجل أيضًا كان مرابطًا في سبيل اللَّه فجوزي بنيته، وهذا قول على الاحتمال غير مذكور في الحديث، واللَّه أعلم. مع أنه لا يؤيده


(١) في نسخة: "بعد".

<<  <  ج: ص:  >  >>