للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

على الغير، والتكلان بالضم اسم فيه.

وقال في (العوارف) (١): قال السري: التوكل الانخلاع من الحول والقوة، وقال الجنيد: التوكل أن تكون للَّه كما لم تكن، فيكون اللَّه لك كما لم يزل، وقال ذو النون: ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة، وقال حمدون القصار: التوكل هو الاعتصام باللَّه، وقال الشيخ نجم الدين الكُبرى (٢): التوكل هو الخروج عن الأسباب، والتسبّب بالكلية ثقة باللَّه، انتهى.

ثم التوكل عام شامل لجميع أفعال العبد وأحواله، والشائع استعماله في أمر الرزق كما نطقت به الأحاديث، وحقيقة التوكل هو العلم بضمانية اللَّه سبحانه للرزق والثقة به، وأما ترك الأسباب فإنما يكون بتحقيق مقام التوكل حتى يحصل العلم المذكور بالتجربة، وهو في حال الابتداء، ثم بعد حصوله لا حاجة إلى ترك الأسباب، بل ربما يقع التشبث بها تعبدًا وامتثالًا للأمر الحقيقي الذي في ضمن خلق الأسباب.

وأما الصبر فهو في اللغة: الحبس، صبره يصبره: حبسه، والصبر نقيض الجزع، وفي الشرع: ترجيح داعية الحق على داعية الهوى عند معارضتهما، وقال الشيخ نجم الدين قدس سره (٣): هو الخروج من حظوظ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والثبات على فطامها عن مألوفاتها ومحبوباتها، وخمود شهواتها والاستقامة على


(١) "عوارف المعارف" (ص: ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٢) انظر: مقدمة "فوائح الجمال وفواتح الجمال" (ص: ٩١).
(٣) المصدر السابق (ص: ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>