وقال في (العوارف)(١): أفضل الصبر الصبر على اللَّه بعكوف الهم عليه، وصدق المراقبة بالقلب، وحسم مواد الخواطر، والصبر ينقسم إلى فرض وفضل، فالفرض كالصبر على أداء المفترضات، والصبر عن المحرمات، ومن الصبر الذي هو فضل:[الصبر] على الفقر، والصبر عند الصدمة الأولى، وكتمان المصائب والأوجاع، وترك الشكوى، والصبر على إخفاء الفقر، والصبر على كتم المنح والكرامات، ووجوه الصبر فرضًا وفضلًا كثيرة، وكثير من الناس يقوم بهذه الأقسام من الصبر ويضيق عن الصبر على اللَّه بلزوم صحبة المراقبة والرعاية ونفي الخواطر، انتهى.
وقال غوث الثقلين الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني: الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، والثبات مع اللَّه تعالى، وتلقي موافقته بالرحب والسعة على أحكام الكتاب والسنة، وينقسم أقسام: صبر للَّه، وهو الثبات على أوامره، والانتهاء عن نهيه، وصبر مع اللَّه تعالى، وهو السكون تحت جريان قضائه، وصبر على اللَّه، وهو الركون لما وعده في كل شيء، والمصير من الدنيا إلى الآخرة، والصبر مع اللَّه أشد، والفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر، والفقير الشاكر أفضل منهما، انتهى كلامه الأقدس.
ثم الصبر أيضًا مع كثرة أقسامه يخصص في الاستعمال بالصبر على البلايا والمصائب والمكروهات كالشكر في أمر الرزق، والأحاديث مذكورة فيه.