وقوله:(من سمع) في (القاموس)(١): التسميع: التشنيع والتشهير، وإزالة الخمول بنشر الذكر، والإسماع، أي: من شهر نفسه وقصد التشهير، أو من سمع الناس فضائله وأحواله شهر اللَّه عيوبه يوم القيامة وفضحه، يقال: سمعت به تسميعًا وسمعته: إذا شهرته، وقد جاء لفظ يوم القيامة صريحًا في حديث جندب في أول (الفصل الثالث)، وقيل: يظهر سريرته للناس في الدنيا، أي: أعماله السيئة التي يخفيها، أو نيته الفاسدة وغرضه الباطل، ويظهر للناس أن عمله لم يكن خالصًا، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه به وأراه ثوابه من غير أن يعطيه، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه الناس، وكان ذلك ثوابه، وقيل: يريد من نسب إلى نفسه عملًا صالحًا لم يفعله وادعى خيرًا لم يصنعه؛ فإن اللَّه يفضحه ويظهر كذبه.
وقوله:(ومن يرائي) أي: يعمل رياء يجزه اللَّه جزاء المرائي، بأن يقول: اطلب جزاء عملك ممن عملت لأجله، ويحتمل أن يكون هذا الجزاء في الدنيا أيضًا.
٥٣١٧ - [٤](أبو ذر) قوله: (يعمل عمل الخير) أي: لوجه اللَّه وثوابه بدون