للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٤٩٩، م: ٢٩٨٧].

٥٣١٧ - [٤] وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْخَيْرَ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: يُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ: "تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٦٤٢].

ــ

وقوله: (من سمع) في (القاموس) (١): التسميع: التشنيع والتشهير، وإزالة الخمول بنشر الذكر، والإسماع، أي: من شهر نفسه وقصد التشهير، أو من سمع الناس فضائله وأحواله شهر اللَّه عيوبه يوم القيامة وفضحه، يقال: سمعت به تسميعًا وسمعته: إذا شهرته، وقد جاء لفظ يوم القيامة صريحًا في حديث جندب في أول (الفصل الثالث)، وقيل: يظهر سريرته للناس في الدنيا، أي: أعماله السيئة التي يخفيها، أو نيته الفاسدة وغرضه الباطل، ويظهر للناس أن عمله لم يكن خالصًا، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه به وأراه ثوابه من غير أن يعطيه، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه الناس، وكان ذلك ثوابه، وقيل: يريد من نسب إلى نفسه عملًا صالحًا لم يفعله وادعى خيرًا لم يصنعه؛ فإن اللَّه يفضحه ويظهر كذبه.

وقوله: (ومن يرائي) أي: يعمل رياء يجزه اللَّه جزاء المرائي، بأن يقول: اطلب جزاء عملك ممن عملت لأجله، ويحتمل أن يكون هذا الجزاء في الدنيا أيضًا.

٥٣١٧ - [٤] (أبو ذر) قوله: (يعمل عمل الخير) أي: لوجه اللَّه وثوابه بدون


(١) "القاموس" (ص: ٦٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>