للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَأَصْحَابَهُ وَجُنْدُبٌ يُوصِيهِمْ، فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- شَيْئًا؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالُوا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأَكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمٍ أَهَرَاقَهُ فَلْيفْعَل". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٧١٥٢].

ــ

البصري، بضم الهاء وفتح الجيم، نسبة إلى هجيم بن عمرو.

(ومن شاقَّ شقَّ اللَّه عليه) في (القاموس) (١): شق عليه: أوقعه في المشقة، وفي بعض النسخ: (شاق اللَّه عليه)، والأول أصح وأكثر، ولقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن أشق على أمتي" أي: لولا أثقل عليهم، من المشقة، وهي الشدة، أي: من يحمل الناس على أمر شاق ويكلفهم بما فوق طاقتهم، أو يكون في شق منهم وناحية بالخلاف لهم، شق اللَّه، أي: ثقله وأوقعه في شدة، وفي حديث آخر: (من ضار ضار اللَّه به، ومن شاق شاق اللَّه عليه)، والضرر: إتلاف مال أحد، والمشقة: إيصال أذية إلى بدنه بتكليفه عملًا شاقًّا، والمشاقة منه، أو من الشقاق بمعنى النزاع، كذا في (مجمع البحار) (٢).

وقوله: (أول ما ينتن) بضم الياء من أنتن فهو منتن، صار نتنًا.

وقوله: (بطنه) كناية عن مسه النار بسبب أكل الحرام المفضي لدخول النار، فاجتنبوا ذلك بأكل الحلال.

وقوله: (ملء كف) فاعل (لا يحول)، قلّله إشارة إلى أن القليل من القتل


(١) "القاموس" (ص: ٨٠٨).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٢٤٤، ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>