أبو الحسين، وقيل: تعرض عليها واحدة بعد واحدة كما تعرض المنقية لشطب الحصير وهو ما تنسج منه من لحاء القضبان على النساجة وتناوله إياها عودًا بعد آخر، وإلى هذا كان يذهب من شيوخنا أبو عبد اللَّه بن سليمان، وهو أشبه بلفظ الحديث.
وقال في حرف العين مع الواو:(تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا) بضم العين وبالدال المهملتين فيهما، كذا قيدنا هذا الحرف على أبي بحر، ومعنى (تعرض): تلصق الفتن القلوب كما يلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه، وإلى هذا التأويل كان يذهب من شيوخنا ممن باحثناه عن معنى الحديث الأستاذ أبو الحسين والشيخ أبو بحر، وقيل: معنى (تعرض على القلوب) أي: تظهر لها وتعرف ما تقبل منها ويوافقها وما تأباه، ومنه عرضت الخيل، وعرض السجان أهل السجن، أي: أظهرهم واختبر حالهم، كما قال تعالى:{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ} الآية، [الكهف: ١٠٠] أي: أظهرناها، وأن المراد بالحصير هنا [الحصير المعلوم] عند عملها ونسجها، وعرض المنقية على الناسجة للحصير ما ينسج ذلك منه واحدًا بعد واحد، كما قال: عودًا عودًا، وإليه كان يذهب من شيوخنا الأستاذ أبو عبد اللَّه بن سليمان، وقال الهروي: معنى (تعرض) أي: تحيط بالقلوب، وما ذهب إليه أبو عبد اللَّه أظهر وأولى، وقيدنا عن القاضي الشهيد (عوذًا عوذًا) بفتح العين وبذال معجمة، كأنه استعاذ من الفتن، وعند الجياني (عودًا عودًا) بفتح العين والدال المهملة، وهو اختيار شيخنا أبي الحسين من هذه الوجوه، أي: تعاد عليه وتكرر، و (العود) بفتح العين: تكرار الشيء، ومنه قولهم: العود أحمد.
وقوله:(فأي قلب أشربها) على لفظ المجهول، من الإشراب، والإشراب: خلط