وقوله:(أنكرها) أي: امتنع عن قبول الفتن ولم يتأثر بها. وقوله:(حتى يصير) غاية للأمرين، وصحح بالرفع والنصب، و (حتى) على الأول حرف الابتداء نحو: مرض حتى لا يرجونه، وعلى الثاني للغاية، ويروى بلفظ التذكير، فالضمير للإنسان المفهوم من السياق، وبالتأنيث فالضمير للقلوب، والمعنى على الأول: يصير جنس الإنسان مشتملًا على نوعين من القلب، وعلى الثاني: يصير القلوب على نوعين، وصحح (أبيض) بالرفع على الخبرية، وبالنصب بدلًا مع ما عطف عليه من (قلبين)، والظاهر هو الأول؛ لقوله:(والآخر أسود).
وقوله:(مثل الصفا) بالقصر: حجر أبيض شديد البياض، وفي (القاموس)(١): الصفا: الحجر الضخم الصلد لا ينبت.
وقوله:(مثل الصفا) المتبادر من العبارة أن التشبيه لبيان بياضه، ولكن المراد بيان أنه مع وجود البياض متصف بالشدة والصلابة، حتى إنه لا يتأثر بالفتنة أصلًا.
وقوله:(مربادًا) منصوب على الحال أو الذم، بضم الميم وسكون الراء وتشديد الدال، اسم فاعل من اربادّ يربادُّ كاحمارّ يحمارُّ محمارًّا، والربدة بالضم: لون إلى الغبرة، وقد اربدّ واربادّ كاحمرّ واحمارّ، وقد روي (مربئدًّا) بهمزة مكسورة، وهي لغة من نجد في الهرب عن التقاء الساكنين، ويقول:(احمأر) بهمزة بعد الميم، وقد قرئ قوله:{ولا الضألين} بهمزة بعد الضاد المعجمة على هذه اللغة.