عن هذا العدد, وهو يدعي الألوهية، وبه فارق الدجالين.
٥٤٠٧ - [٢٩](عبد اللَّه بن مسعود) قوله: (تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين)(١) أي: أمر الإسلام يستقر وينتظم على ما ينبغي هذه المدة، واللام في (لخمس) بمعنى (في)، وفي خمس وثلاثين كان مقتل عثمان -رضي اللَّه عنه-، وهو أول فتنة وقعت في الإسلام، وفي ست وثلاثين وقعة الجمل، وفي سبع وثلاثين حرب صفين، فابتداء الأمر معتبر من الهجرة التي هي مبدأ ظهور دولة الإسلام، ويحتمل أنه قد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا القول وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا انضمت إلى مدة الخلافة -وهي ثلاثون سنة- كانت بالغة ذلك المبلغ، وهذا أولى إن أريد الاستقرار والانتظام باعتبار عدم تطرق البدعة، وخلاف ما كان عليه الأمر في الابتداء والأول إن أريد باعتبار تطرق الفتنة والمحاربة، ويحتمل أن يعتبر من ابتداء ظهور الوحي، فيتم عدد خمس وثلاثين بانقضاء خلافة الفاروق، فإنه لا شك أن أمر الأمن والإيمان والسنة كان أنظم وأسلم في خلافة الشيخين، وقد تطرق في خلافة عثمان أو بعد سنة أو سنتين منها ما صار سببًا للوحشة وإثارة الفتنة، واللَّه أعلم.
(١) حمله الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٢١٣) على زمن بني أمية بعد إخراج زمن معاوية -رضي اللَّه عنه-، وهو أحسن المحتملات في معناه، كذا في "التقرير".