ويعرضه عليه، كذا قالوا، قيل: مضى ذلك في زمن الصحابة، كان يعرض عليهم الصدقة فيأبون قبولها، ولكن كان هذا حال زهادتهم لعدم الرغبة في الدنيا لا لفيض المال، وسياق الحديث يدل على أن ذلك لفيض المال، والصحيح أن ذلك في زمان المهدي عليه السلام.
وقوله:(يا ليتنى): (ليت) كلمة تمنٍّ، تنصب الاسم وترفع الخبر، وتتعلق بالمستحيل غالبًا وبالممكن قليلًا، وقد تُنَزَّلُ منزلة وجدتُ، فيعديها إلى مفعولين، نحو ليت زيدًا شاخصًا، ويقال: ليتني وليتي، كما يقال: لعلي ولعلني، وإنما يتمنى الموت مكانه لوجود الفتن والمحن في الدين، فيتمنى الموت لينجو منها، وأما تمني الموت لمحنة الدنيا فلا يجوز، ومع ذلك هو واقع.
وقوله:(وحتى تطلع الشمس من مغربها) سيجيء بيانه في (باب اشتراط الساعة).
وقوله:(فذلك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}) إشارة إلى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}، وحمله المفسرون على حالة الاحتضار، وتمسك به المعتزلة على عدم نفع الإيمان بدون العمل كما هو مذهبه، وأجاب عنه أصحابنا بما لا يخلو عن دقة وخفاء، والكل مذكور في (الكشاف) و (البيضاوي) وحواشيهما، ويفهم من الحديث أن المراد