وقوله:(فيتعاد) بضم الياء وفتح التاء وتشديد الدال المرفوعة، أي: يعد بعضهم بعضًا، أي: كان يعد الأقارب الحاضرون في تلك الحرب فلا يجدون من مئة إلا واحدًا، يعني كان كثرة القتلى إلى هذا الحد بقي من كل مئة واحد, وفي رواية:(بنو الأم فلا يجدونه) أي: المئة بتأويل العدد, وفي رواية:(فلا يجدون) بدون الضمير.
وقوله:(فبأي كنيمة يفرح، أو أيّ ميراث يقسم) هذا بيان معنى قوله: (حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة)، و (الباس) العذاب والشدة في الحرب، (فجاءهم الصريخ): (الصريخ): المغيث والمستغيث كالصارخ، وفي (الصراح)(١): صريخ: آواز فرياد خواه، وفرياد كننده، وفرياد رس، وهو من الأضداد, (فيبعثون عشر فوارس طليعة) الفارس: راكب الفرس وصاحبه كلابس، والجمع فوارس شاذ، وإنما جرد (عشر) عن التاء نظرًا إلى أنهم طلاح، ويحتمل -واللَّه أعلم- أن يكون فوارس جمع فارسة، أي: جماعة فارسة، فيكون المبعوث عشر جماعات من الفارسين، وطليعة الجيش: من يبعث ليطلع على عدد العدو، (فعيلة) بمعنى (فاعلة)، يستوي فيه الواحد والجمع، والجمع طلائع.