للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِئَةً فَلَا يَجدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ، أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ؟ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشْرَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ -أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ- عَلَى ظَهْرِ الأَرْض يَوْمئِذٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٨٩٩].

ــ

وقوله: (فيتعاد) بضم الياء وفتح التاء وتشديد الدال المرفوعة، أي: يعد بعضهم بعضًا، أي: كان يعد الأقارب الحاضرون في تلك الحرب فلا يجدون من مئة إلا واحدًا، يعني كان كثرة القتلى إلى هذا الحد بقي من كل مئة واحد, وفي رواية: (بنو الأم فلا يجدونه) أي: المئة بتأويل العدد, وفي رواية: (فلا يجدون) بدون الضمير.

وقوله: (فبأي كنيمة يفرح، أو أيّ ميراث يقسم) هذا بيان معنى قوله: (حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة)، و (الباس) العذاب والشدة في الحرب، (فجاءهم الصريخ): (الصريخ): المغيث والمستغيث كالصارخ، وفي (الصراح) (١): صريخ: آواز فرياد خواه، وفرياد كننده، وفرياد رس، وهو من الأضداد, (فيبعثون عشر فوارس طليعة) الفارس: راكب الفرس وصاحبه كلابس، والجمع فوارس شاذ، وإنما جرد (عشر) عن التاء نظرًا إلى أنهم طلاح، ويحتمل -واللَّه أعلم- أن يكون فوارس جمع فارسة، أي: جماعة فارسة، فيكون المبعوث عشر جماعات من الفارسين، وطليعة الجيش: من يبعث ليطلع على عدد العدو، (فعيلة) بمعنى (فاعلة)، يستوي فيه الواحد والجمع، والجمع طلائع.


(١) "الصراح" (ص: ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>