للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَتَشَرَّطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَبَرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنْبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا،

ــ

غالبين حتى ينافي قوله: (تفنى الشرطة)، والمراد بقوله: (فيفيء) أي: يرجع (هؤلاء) أي: المسلمون والعدو، يعني معظم الجيش لا الشرطة، فلا يشكل بأنه لما فنيت الشرطة فقد غلب فيه العدو، وحجز يحجز من ضرب ونصر.

وقوله: (فإذا كان يوم الرابع) هكذا في نسخ (المصابيح) و (المشكاة)، وفي نسخ (صحيح مسلم)، وكأنه من إضافة الموصوف إلى الصفة، أو الإضافة بيانية من إضافة العام إلى الخاص، كشجر الأراك، وقد كتب في هامش نسخة من (صحيح مسلم) مصححة مقروءة على الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي: (يوم الرابعة، صفة الليلة، أي: يوم الليلة الرابعة)، وفي نسخة من (المصابيح) لا يعتمد عليها ذاك الاعتماد جعل الألف واللام على (الرابع) بالحمرة، وكان في أصل النسخة بدونهما، واللَّه أعلم.

وقوله: (نهد) كمنع ونصر: نهض وقصد، و (الدبرة) محركة: الهزيمة في القتال، ونقيض الدولة، والعاقبة، و (الجنبات) بفتحات جمع الجنبة محركة، والجنب والجانب: شق الإنسان وغيره، (فما يخلفهم) بالتشديد من التفعيل، أي: يجاوزهم، من الخلف نقيض قدام، (حتى يخر ميتا) إما لنتنهم، وإما لطول مسافتهم التي وقعوا فيها قتلى، فلا يستطيع قطعها فيقع ميتًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>