للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٧٤٠٧، م: ١٦٩].

ــ

وقوله: (كأن عينه عنبة) فيه تجنيس لطيف من غير تكلف، و (طافية) أي: بارزة عالية، في (القاموس) (١): طفا فوق الماء طفْوًا وطفوًّا: علا، والخوصةُ فوق الشجر: ظهرت، والطفاوة: ما طفا من زبد القدر، ذكره في الناقص.

قال الشيخ ابن حجر (٢): طافية بياء غير مهموزة، أي: بارزة، ولبعضهم بالهمز، أي: ذاهب ضوءها، وجزم به الأخفش، وفي شرح (المصابيح) لابن الملك (٣): طافئة بالهمزة، أي: ذاهب ضوءها، وروي بغير الهمزة، أي: ناتئة بارزة، انتهى، من طفئت النار كسمع: ذهب لهيبها، كانطفأت وأطفأتها.

وقال القاضي عياض في (مشارق الأنوار) (٤): (طافية) روي بالهمز وغيره، وقال: أكثر الروايات بغير همز، وهو الذي صححه الشيوخ والمفسرون، أي: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها، وقد رويناه عن بعضهم بالهمزة وأنكره أكثرهم، ولا وجه لإنكاره، لأنه قد روي في الحديث أنه ممسوح العين ومطموس العين، وأنها ليست جحراء ولا ناتئة، وهذه صفة حبة العنب التي سال ماؤها وطفئت، وعلى ما جاء في الأحاديث الأخر: (جاحظ العين وكأنها كوكب) يحتج به للرواية الأولى، ويصح الجمع بينهما بأنه أعور إحداهما، والعوراء مطموسة وممسوحة وغير ناتئة وطافئة بالهمزة، والأخرى كأنها كوكب وجاحظة وطافية بغير


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١١٧٦).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٩٧).
(٣) كذا في الأصل، والظاهر "شرح المشارق" لابن الملك، كما في "المرقاة" (٨/ ٣٤٥٣).
(٤) "مشارق الأنوار" (١/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>