للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِيةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ،

ــ

وقوله: (دونكم) أي: قدامكم.

وقوله: (فامرؤ) للعموم في الإثبات، قد ثبت من الأحاديث ما يدل على أن خروجه في آخر الزمان، ولكنه قاله هكذا إبقاء للخوف على الأمة حتى يلتجئوا إلى اللَّه تعالى من شره، وأيضًا هذا كناية عن تحقق وقوعه البتة، وإشارة إلى الإبهام في زمانه كالساعة.

وقوله: (واللَّه خليفتي) لما كان الاحتجاج على الدجال وجعله محجوجًا يرجع نفعه إلى بقاء دينه وتقويته، وكان ذلك أمره وشأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- مما يهتم به، اتخذ اللَّه خليفته ووليه على كل مسلم وحافظه، فيعينه عليه ويدفع شوه.

وقوله: (قطط) في (القاموس) (١): القطط محركة: القصير الجعد من الشعر كالقط، انتهى، والقطط يطلق على الشعر وعلى الرجل، وفي (مجمع البحار) (٢): هو شديد الجعودة، وقيل: الحسن الجعودة، والأول أكثر، أي: شديد التقبض كشعر السودان، وهو بفتحتين على المشهور، وروي بكسر الطاء الأولى.

وقوله: (كأني أشبهه) تردد -صلى اللَّه عليه وسلم- في تشبيهه به، ولو قال: كأنه عبد العزى لزم الجزم بالتشبيه، والعزى في الأصل تأنيث الأعز، واسم صنم، أو سمرة عبدتها غطفان، وعبد العزى هذا كان من المشركين، وقيل: رجل من خزاعة من ملوك الجاهلية.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٦١٤).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٤/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>