للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَنْ أَدْركَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ".

وَفِي رِوَايَةٍ: "فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ بِفَوَاتِحِ سُورَةِ الْكَهْفِ، فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ، إِنَّه خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا،

ــ

وقوله: (فمن أدركه منكم) وقد ورد قراءة سورة الكهف وقت النوم اتقاء شر الدجال.

وقوله: (فإنها جواركم) بكسر الجيم، أي: أمانكم، وفي شرح ابن الملك على (المصابيح) (١): جوازكم بفتح الجيم والزاي، وهو الصك الذي يأخذه المسافر من السلطان لئلا يتعرض له المترصِّدة في الطريق، يعني أنه سبب مجاوزتهم الطريق من غير تعرض. وقال: وفي بعض النسخ بالراء، ومعناه: حافظكم وسبب أمانكم.

وقوله: (إنه خارج خلة) بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، وهو الطريق في الرمل، أي: يخرج من طريق واقع بين الشام والعراق، وفي (القاموس) (٢): الخل: الطريق في الرمل، أو النافذ بين رملتين، أو النافذ في الرمل المتراكم، ويؤنث.

وقوله: (فعاث يمينًا وعاث شمالًا) على صيغة الماضي من العيث، وهو الإفساد, أي: أفسد، وروي بصيغة اسم الفاعل، أي: فهو مفسد, وقد صوب هذه الرواية في العطف على (خارج)، وقال في (مشارق الأنوار) (٣): يقال: عاث وعث، قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: ٦٠]، وفي حديث الدجال روي بفتح الثاء فعل ماض، وروي بكسر الثاء وتنوينها على مثال (قاض) اسم فاعل، من


(١) "شرح مصابيح السنة" (٥/ ٥٦٦).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٨٩٤).
(٣) "مشارق الأنوار" (٢/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>