للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُثُوا قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَه"، قُلْنَا: يَا رسولَ اللَّهِ! وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ؟ . . . . .

ــ

عث، وبالوجهين قيدهما الجياني.

وقوله: (قال أربعون يومًا) وجاء في رواية: (أربعين) وهو بتقدير (يلبث).

وقوله: (يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم) قيل: الأول لكثرة الهموم والغموم وشدة البلاء والفتنة يرى لهم كسنة، وعلى هذا القياس، ثم الحق يزيد قدرًا والباطل ينقص ويهون المحنة وشدتها، وهذا القول لا يناسب سؤال الصحابة: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ وجوابه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (اقدروا له قدره)، وقيل: ذلك لسحر ذلك اللعين واختلال حواسهم وقواهم بذلك، فيرى الظلام ضياءً والضياء ظلامًا، ولا يخفى أنه لا يظهر بهذا القول ولا بالقول الأول وجه تخصيص الأيام الثلاثة على هذا القدر المخصوص دون غيرها من الأيام ودون غير هذا القدر، إلا أن يحمل ذلك على طريق التمثيل، وهو بعيد.

وقوله: (واقدروا له قدره) أي: اقدروا لأداء الصلوات الخمس قدر يوم، وبيان تقديره: أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين ظهر يومه يصلون الظهر، وعلى هذا قياس اليوم الذي كالشهر، والذي كالجمعة، قالوا: وهذا مخصوص بذلك اليوم، واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: (وما إسراعه؟ ) لما سمعوا أنه يفسد في آفاق الأرض وأكنافها في مدة يعسر فيها ذلك عادة علموا أن له إسراعًا، فسألوا عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>