للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًى وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ،

ــ

وقوله: (فتروح عليهم سارحتهم) الرواح: العشي، أو من الزوال إلى الليل، والمراد من السارحة المواشي تذهب بالغداة إلى مراعيها، والسرح: المال السائم، وسوم المال، يقال: سرحت المال سرحا وسرحت هي بنفسها سروحًا، ويقال: سرحت بالغداة وراحت بالعشي.

وقوله: (ذرى) تمييز، جمع ذروة، بالفارسية كوهان شتر، وذروة كل شيء: أعلاه.

وقوله: (وأسبغه) أي: أتمه وأملأه، و (الضرع) بالفارسية بستان، و (أمده خواصر) جمع خاصرة، أي: ما تحت الجنب، وأمدها عبارة عن كثرة الأكل والشبع، وهو كناية عن السمن، والضمير في (أسبغه) و (أمدّه) لها.

وقوله: (ثم يأتي القوم) أي: قوما آخرين غير الذين آمنوا به، وهم الذين جحدوه وكفروا به، ويحتمل أن يكون المراد القوم الأول كما هو قاعدة إعادة المعرفة، فهم كانوا تارة يؤمنون به بحكم الاشتباه والاضطرار، وأخرى يكفرون لما لاح عليه من دلائل الكذب المقتضية للإنكار.

وقوله: (ممحلين) المحل: الشدة، والجدب، وانقطاع المطر، وزمان ومكان ماحل، وأرض ممحلة، وأمحل القوم: أجدبوا، أي: صاروا ذات جدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>