للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْد المَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُوذَتَيْنِ. . . . .

ــ

وقوله: (فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل) جمع يعسوب، وهو أمير النحل وذكرها والرئيس الكبير، كما في قول أمير المؤمنين علي -رضي اللَّه عنه- في صفة نفسه: أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار، أي: يلوذ بي المؤمنون ويلوذ بالمال الكفار كما يلوذ النحل بمقدمها وسيدها، وفي صفة أمير المؤمنين أبي بكر -رضي اللَّه عنه-: كنت للدين يعسوبًا، والمراد يتبع الدجال كنوز الأرض كما يتبع النحل يعاسيبها، وإنما جمع لأن لنحل كل بقعة يعسوبًا.

وقوله: (ممتلئًا شبابًا) تمييز، والمراد كونه في غاية الشباب.

وقوله: (جزلتين) بفتح الجيم وروي بالكسر، وقيل: الجزلة بالكسر: القطعة، وبالفتح المصدر، وفي (القاموس) (١): جزله بالسيف يجزله: قطعه جزلتين.

وقوله: (رمية الغرض): (الغرض) محركة: الهدف، أراد أنه يكون بُعد ما بين القطعتين بُعد رمية السهم إلى الهدف، وقيل: أي يصيبه بالضربة إصابة رمية الغرض، (ثم يدعوه فيقبل) أي: ثم يحيي الدجال الشاب المذكور فيقبل عليه ضاحكًا مسرورًا، و (دمشق) المشهور فيه كسر الدال وفتح الميم، وقد يكسر.

وقوله: (مهروذتين) يروى بالدال والذال، وأكثر ما يقع في النسخ بالدال المهملة،


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٨٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>