للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ،

ــ

بفتح ياء وضم كاف، من كننته: صنته عن الشمس، ومفعوله محذوف، أي: لا يكن ولا يصون من ذلك المطر بيت مدر ولا وبر، يعني بيت الحضر وأهل البدو شيئًا، بل يغسل الأماكن، أي: لا يمنع من نزول الماء بيت المدر، انتهى.

و(يكن) صحح في النسخ بضم الياء وكسر الكاف من الإكنان، وفي الحواشي: (لا يكن) من الإكنان والكن، أكننته وكننته، أي: سترته، والجملة صفة (مطر)، والمفعول محذوف، أي: لا يستر ولا يصون من ذلك المطر بيت مدر ولا وبر، أي: أهل الحضر والبدو شيئًا، بل يعم جميع الأماكن كما عرفت، وقال في (القاموس) (١): أكنه كنه: ستره.

(كالزلفة) قال الطيبي (٢): روي بفتح الزاي واللام وبالفاء والقاف، وروي بضم الزاي وإسكان اللام وبالفاء، وبَيَّنَ معانيها من غير تعيين أن أيها بأي معنى، والذي في (القاموس) (٣) في باب الفاء وفصل الزاي: الزلف محركة: الحوض الملآن، وبهاء: المَصنعة الممتلئة، والإجّانة الخضراء، والصدفة، والصخرة الملساء، والأرض المكنوسة، والزلفة بالضم: الصحفة، والزلف بالكسر: الروضة.

وقال في باب القاف: الزلقة محركة بهاء: الصخرة الملساء، والمرآة، انتهى.

ولا يخفى أن الأنسب هنا حمله على المَصْنعة الممتلئة والإجّانة الخضراء؛ لأن الظرف إذا ملئ ماء يرى أخضر، ويقرب منه حمله على الصحفة والمرآة كذلك، كان الأرض صارت لكثرة الماء بحيث يرى الرائي وجهه فيه، واللَّه أعلم.

ويناسب قوله: (فيغسل الأرض) حمله على الأرض المكنوسة والصخرة الملساء


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١١٠٧).
(٢) "شرح الطيبي" (١١/ ٣٤٥٨).
(٣) "القاموس المحيط" (ص: ٧٣٥، ٨٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>