٥٥٣٥ - [٤](ابن عباس) قوله: (إنكم محشورون حفاة) الظاهر العموم، وقد علم الركوب أيضًا، فلعل أحدهما بعد البعث من القبر، والآخر بعد السوق إلى المحشر.
وقوله:(غرلا) جمع أغرل وهو الأقلف، أي: الذي لم يختن، أي: يحشرون كما خُلِقوا، لا يفقد منهم شيء، ولا يدرى أن بعد ذلك تغير خلقهم على هيئة الختان أو يبقون كذلك، والأمر محتمل، واللَّه أعلم.
وما ذكر الإمام فخر الدين الرازي لشرعية الختان نكتة معقولة، وهي أن الحشفة لما كانت مستورةً بالقلفة كانت لينة وقويت لذته عند المباشرة، وإذا قطع جلد القلفة اشتد وصلب وضعفت اللذة، وبالجملة الإحساس واللمس بالسطح المستور أتم وأكمل من السطح المكشوف كما يظهر من حال الشفتين واللسان، واللائق بهذه الشريعة المعتدلة والمتوسطة بين جانبي الإفراط والتفريط التقليل.
وقوله:(وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم) قيل: لأنهّ أول من عري وجرد في سبيل اللَّه من النبيين حين ألقي في النار، لا لأنه أفضل من نبينا، أو لكونه أباه، فتقدمه لعزة أبوته له -صلى اللَّه عليه وسلم-، على أنه قيل: إن نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- يخرج باللباس من قبره في ثيابه التي دفن فيها، كذا في الحواشي (١).