للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٥٥ - [٧] وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَة؟ قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: . . . . .

ــ

له تعالى منافيًا لما تقتضيه العبودية والمسكنة، بخلاف العبد الأول الذي وضع عليه كنفه وستره وحفظه عن الفضح.

٥٥٥٥ - [٧] (أبو هريرة) قوله: (هل تضارون) روي بوجوه:

أحدها: بضم التاء وتشديد الراء من الضرر من باب المفاعلة كضره وضاره، ويحتمل أن يكون مبنيًّا للفاعل أو للمفعول، أي: لا تضارون بالمجادلة والمنازعة في صحة النظر إلى الشمس والقمر لوضوحهما وظهورهما، فلا يخالف بعضكم بعضًا ولا ينكره، بل كنتم متفقين على رؤيتهما.

وثانيهما: بفتح التاء وتشديد الراء من التفاعل أيضًا من الضرر، أصله تتضارون حذفت إحدى التائين مبنيًّا للفاعل، والمعنى ما ذكر.

ونقل في (مجمع البحار) (١) عن الجوهري: أضرني: إذا دنا مني دنوًّا شديدًا، فيكون المراد بالمضارة الاجتماع والازدهام عند النظر، وقال القاضي عياض (٢): معناه لا تضايقون، والمضارة والمضايقة بمعنى قوله في الرواية الأخرى: تضامون، والمضايقة إنما تكون في الشيء يرى في حين واحد، وجهة مخصوصة، وقدر مقدور، واللَّه تعالى متعال عن الأقدار والأحواز. وقيل: معناه لا يحجب بعضكم عن رؤيته فيضره بذلك،


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٣٩٩).
(٢) "مشارق الأنوار" (٢/ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>