وقوله:(سؤاله ربه)(ربه) منصوب على أنه مفعول (سؤاله) والمراد به: سؤاله أن ابني من أهلي لإنجائه من الغرق.
وقوله:(ثلاث كذبات) وهي قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}، و {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}، وسارة أختي، ولم تكن كذبات إلا باعتبار الظاهر، ولكن شان المقربين أعلى وأخطر (١)، يؤخذون على ما لا يؤخذ عليه غيرهم.
وقوله:(قتله النفس) وذلك قتله القبطي بالوكز المذكور في قوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}[القصص: ١٥].
وقوله:(فيقول: لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا) لم يذكر خطيئته عليه السلام، قالوا: لعله لاستحيائه من افتراء النصارى في حقه وحق أمه، وقد ورد ذلك في بعض الروايات، ويحتمل أنه عليه السلام مع قطع النظر من ذلك لم يره مستحقًا للقيام في هذا المقام، أعني: فتح باب الشفاعة ابتداء لعامة الخلائق والمبادرة إليها، فإنه صعب جدًا لا يتيسر ولا يتصور حصوله إلا لمن كان مخصوصًا بغاية القرب والعزة في حضرة اللَّه تعالى، محمودًا محبوبًا عنده قولًا وفعلًا، وما هو إلا سيد المرسلين وإمام النبيين -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولهذا تأخر عن