للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٨١ - [١٦] وَعَن أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَذَكرَ مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، غَيْرَ كَشْفِ السَّاقِ وَقَالَ: "يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَّجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيْبُ. . . . .

ــ

القاضي عياض (١): امتحشوا وامتحشت، ضبطه أكثرهم: بضم التاء وكسر الحاء على ما لم يسم فاعله، وضبطناه على أبي بحر بفتح التاء والحاء في الأول، وضبط الأصيلي في الآخر بفتحهما أيضًا، يقال: محشته النار: أحرقته، وقال ابن قتيبة: محش النار وامتحش، وحكى يعقوب أمحشه الحر: أحرقه، وقال غيره: ولا يقال: محشته في هذا بمعنى أحرقته، وحكى صاحب (الأفعال) الوجهين بمعنى أحرقته، قال: ومحشت لغة، وأمحشت المعروف، ويقال: امتحش فلان غضبا، أي: احترق، وقال الداودي: انقبضوا واسودوا.

٥٥٨١ - [١٦] (أبو هريرة) قوله: (فاكون أول من يجوز من الرسل بأمته) ظاهره أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يجوز ويمر على الصراط مع أمته تحلة للقسم في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١]، وقد اختلف في ذلك، وخص -صلى اللَّه عليه وسلم- من هذا العموم، ويجوز أن تجعل الباء للتعدية بمعنى: يجيز أمته واقفًا عليه حاضرًا عنده، واللَّه أعلم.

وقوله: (في جهنم كلاليب) جمع كلوب بفتح كاف وتشديد لام مضمومة: حديدة لها شعب يعلق به اللحم، وفي (النهاية) (٢): هو بالتشديد: حديدة مُعْوَجَّة


(١) "مشارق الأنوار" (١/ ٦١٠).
(٢) "النهاية" (٤/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>