على كل واحد منهما، وبعض الناس يكونون مجتازين من الصراط، وبعضهم يوزن أعمالهم في وقت واحد، فتأمل.
وقوله:(هذه الثلاث) بلا تاء بتأويل البقاع، وقد يروى بالتاء وهو ظاهر.
٥٥٩٦ - [٣١](ابن مسعود) قوله: (وذلك يوم ينزل اللَّه تعالى على كرسيه) ويحكم بين العباد، هذا توطئة للجواب، والجواب في قوله:(ثم أقوم عن يمين اللَّه. . . إلخ)، والحديث من المتشابهات، وهو تشبيه وتمثيل وخلاصة وزبدة بيان عظمة اللَّه تعالى وكبريائه، ومعاني المفردات غير ملحوظة، وقد يقال:(كرسيه) مأخوذ من كرسي العالم أو الملك، وقد ورد:(ما السماوات السبع والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقة [ملقاة] في [أرض] فلاة)، وقيل: أفضل، العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة، ويظهر من هذا أن قوله:(وهو كسعة ما بين السماء والأرض) تصوير لعظمته بحسب العرف لا بحسب المقدار، والمقصود من ذكره دفع توهم ضيقه لتشبيهه بالرحل وأطيطه لتضايقه كما ورد في سعة الجنة: عرضها السماوات والأرض، والرحل للإبل كالسرج للفرس، والجمع رحال، والأطيط: صوت الرحل والسرج، يقال: أط الرحل يئط أطيطًا: صوت، وقد يطلق على أنين الإبل تعبًا أو حنينًا أو زرمة، و (الغرل)