للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّهُمْ لَيَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٢٤٤٣].

٥٥٩٥ - [٣٠] وَعَن أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ: "أَنَا فَاعِلٌ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: "اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: "فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ" قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ . . . . .

ــ

النصوص محمولة على ظاهرها ما لم يصرف عنه صارف، ولا ندري أي صارف هنا يصرف عن حمله على ظاهره ويدعو إلى التأويل بالعلم والهدى، كما جوزه الطيبي، ومجرد الاحتمال غير كاف، واللَّه أعلم.

وقوله: (أكثرهم واردة) المراد بها الأمة التي ترد على الحوض.

٥٥٩٥ - [٣٠] (أنس) قوله: (فقال: أنا فاعل) أي: والقبول من اللَّه، وقد وعدني بالقبول أوكد وعد وأشده.

وقوله: (فأين أطلبك) أي: في أيِّ موضع أطلبك للشفاعة فيه، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: هذه مواضع الشفاعة فاطلبني فيها، فافهم.

وقوله: (فاطلبني عند الميزان) قيل: المشهور أن الميزان قبل الصراط، ونظم هذا الحديث يدل على أن الصراط مقدم على الميزان، وأجيب بأن الطلب في المظان المرتبة يجوز أن يبدأ من كل طرف أراد الطالب، سواء كان من الطرف المتقدم أو المتأخر، وكذا ذكر المواقف المرتبة يجوز أن يبدأ من كل طرف، فإن الترتيب بحسب الذكر لا يدل على الترتيب بحسب الزمان، ولا بالطبع، ولا بحسب الذات، وأجيب أيضًا بأنه يجوز أن يكون -صلى اللَّه عليه وسلم- في وقت واحد تارة على الصراط، وتارة على الميزان، ويتكرر الوقوف

<<  <  ج: ص:  >  >>