الإخبار عما وعدك ربك من إدخال أمتك الجنة بشفاعتك؛ لأنه وعده أكثر من ذلك، كما مرّ من حديث أبي أمامة في (باب الحساب): (سبعين ألفًا مع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات)، أو زدنا بالسؤال عن ربك، وقول عمر -رضي اللَّه عنه-: (دعنا يا أبا بكر) أي: دعنا نخاف العذاب، ونعمل ولا نتكل.
وقوله:(بكف واحد) أي: بعطاء واحد، أي: لو أراد أن يدخل خلقه كله بفضله ورحمته فعل، فإن رحمته أوسع من ذلك، قيل: ما ذهب إليه أبو بكر هو من باب الجوار والمسكنة، وما ذهب إليه عمر هو من باب الرضاء والتسليم، وقيل: إنما لم يجب -صلى اللَّه عليه وسلم- أبا بكر أولًا بما قال عمر، وصدقه ثانيًا؛ لأن للبشارات مدخلًا عظيمًا في التوجه والعمل، وكلام عمر -رضي اللَّه عنه- أيضًا بشارة بل أعظم، فالمآل واحد، فافهم.
٥٦٠٤ - [٣٩](وعنه) قوله: (يصف) من باب نصر، وروي مجهولًا ومعلومًا.
وقوله:(فيقول الرجل منهم) أي: من أهل النار.
وقوله:(أنا الذي سقيتك شربة) فيه تحريض على الإحسان للصالحين.