٥٧١١ - [١٤](أبي بن كعب) قوله: (طبع كافرًا) أي: خلق على الكفر، وكان في التقدير الإلهي أن يكون خاتمته على الكفر، وهذا لا ينافي حديث:(كل مولود يولد على الفطرة)، إذ المراد بالفطرة كونه قابلًا ومستعدًا لقبول الإسلام، وهو لا ينافي كونه شقيًّا في جبلته، وبالجملة الفطرة غير السابقة، وقد سبق تحقيقه في أول الكتاب في (باب الإيمان بالقدر).
وقوله:(ولو عاش لأرهق أبويه) أي: أغشاهما وأعجلهما، رهقه بالكسر: غشيه، وأرهقه: أغشاه، وأرهقني إثمًا حتى رهقته: حملني إثمًا حتى حملته، في (القاموس)(١): رهقه كفرح: غشيه ولحقه، والرَّهَقُ محركة: السَّفَهُ، والنَّوكُ، وركوب الشر والظلم، واسم من الإرهاق، وهو أن تَحْمِل الإنسان على ما لا يطيقه، والكذب، والعجلة.
وقوله:(طغيانًا) عليهما، (وكفرًا) لنعمتهما بعقوقه فيلحقهما شرًّا، أو المعنى حملهما أن يتبعاه في الطغيان، وكان الخضر مأمورًا بالعمل بالحقيقة كلًّا أو بعضًا، وهذا من جملة أوحى اللَّه إليه، أو الهمه بأن الغلام كافر في المآل فاقتله، بخلاف موسى عليه السلام فإنه كان مأمورًا بالعمل بالظاهر، وقد كان نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- مأمورًا بالعمل بالحقيقة في بعض المواضع كما أمر بقتل بعض من كان مسلمًا في الظاهر، وعلم منه أنه يموت