وقوله:(خضراء) على وزن فعلاء، أي: أرضا خضراء، وعند أكثر الرواة:(خضرًا) أي: نباتًا أخضر غضًا، قال عياض (١): كلاهما صحيح، وأقول: الأول أنسب بتفسير (الفروة) بالأرض، والثاني بتفسيره بالحشيش.
٥٧١٣ - [١٦](أبو هريرة) قوله: (فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها) أي: كسرها وقلعها، يقال: فقأ العين والبثرة: كسرها أو قلعها، قد يستبعد هذا بأنه كيف كان فقأ عين الملك؟ فيقال: إنه متشابه فيفوض علمه إلى اللَّه، وأن موسى لم يعرف أنه ملك الموت، وظن أنه رجل قصد نفسه، وكأن الملك تمثَّل بصورة البشر فدفعه عنها، فأدت مدافعته إلى فقأ عينه، واستبعد هذا الجواب بأن الرجل الداخل لم يقصد المحاربة حتى يدفعه، بل دعاه للموت، ولمجرد هذا القول لا يصدر عن مؤمن صالح مثل هذا الفعل فما ظنك بموسى عليه السلام، وقيل: إن موسى عليه السلام كان في طبعه حدة، حتى روي: أنه عليه السلام إذا غضب اشتعلت قلنسوته، فإذا هجم عليه رجل فدعاه إلى الهلاك عرف أنه لا يكون إلا بالحرب فدفعه.