٥٧٥٧ - [١٩](العباس) قوله: (فكأنه سمع شيئًا) أي: جاء العباس غضبان بسبب ما سمع طعنًا من الكفار في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي استحقاقه النبوة دون غيره من عظماء العرب، فأرشدهم -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ما يستلزم من تعظيمه، وأنه أولى بهذا من العرب؛ لأن نسبه أعرف، وفيه أن النبي إنما يكون ذا نسب عظيم في قومه، كما علم من حديث هرقل، وهذا تفهيم له على سبيل التبكيت وإلا فالنبوة فضل من اللَّه يختص به من يشاء، كما قال:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: ١٢٤].
وقوله:(إن اللَّه خلق الخلق) أي: الملائكة والثقلين.
وقوله:(فجعلني في خيرهم) أي: في الإنس، ففيه فضل البشر على الخلق، ويحتمل أن يكون المراد بالخلق الجن والإنس، والأول أظهر، لأن الخلق اسم للكل فلا وجه للتخصيص، والمراد (بالفرقتين): المعجم والعرب، وخير الفرقتين العرب، المراد بـ (خيرهم قبيلة) قريش، والمراد بـ (خيرهم بيتًا) هاشم وبنوه، كذا قالوا.