للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٣٤٤].

ــ

ومن أسمائه -صلى اللَّه عليه وسلم- البدر، ولذا أنشدوا حين قدم المدينة:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع

ولقد أحسن من قال:

كالبدر والكافُ إن أنصفتَ زائدةٌ ... فلا تظنَّنَّها كافًا لتشبيه

قال صاحب (المواهب) (١) -رحمه اللَّه-: هذه التشبيهات التي وردت في صفاته -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما هي على عادة الشعراء والعرب، وإلا فلا شيء في [هذه]، المحدثات [ما] يعادل صفاته الخلقية والخلقية، وللَّه در إمام العارفين سيدي محمد بن وفا:

كم فيه للأبصار حسن مدهش ... كم فيه للأرواح راح مسكر

سبحان من أنشأه من سبحاته ... بشرًا بأسرار الغيوب يبشر

صلى اللَّه عليه وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين.

وقوله: (رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده) أي: في اللون والصفاء والنورانية، اعلم أنه كان لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين كتفيه شيء ناتِ من أجزاء جسده الشريف يسمى خاتم النبوة، إما بكسر التاء فاعل الختم بمعنى الإتمام وبلوغ الآخر، أو بفتحها بمعنى الطابع، ومعناه الشيء الذي هو دليل على أنه لا نبي بعده، وقيل: سبب التسمية بذلك أنه نعت في الكتب المقدمة، فكان علامة يعلم بها أنه النبي المبشر به، وصيانة عن أن يتطرق إليها قدح كالشيء المستوثق عليه بالختم، وكان آية من اللَّه


(١) "المواهب اللدنية" (٢/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>