للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وطولها، رواه الترمذي (١) وقال: حديث غريب، وكان يقص شاربه وقال: (من لم يأخذ شاربه فليس منا)، والكلام فيه طويل مذكور في موضعه ولا بأس بترك سباليه فعل ذلك عمر -رضي اللَّه عنه-.

وأما العانة فقد روي أنه كان يطلأها بالنورة. وجاء في حديث أنس: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان لا يتنور، وكان إذا كثر شعره حلقه، ولكن سنده ضعيف، وكان يأخذ من شاربه وأظفاره يوم الجمعة، ولم يثبت في كيفيته شيء، وعند البعض في تعيين يوم أيضًا كلام، وكان لا يفارقه سواكه ومشطه، وكان ينظر في المرآة إذا سرح لحيته، وكانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة، ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه قبل أن ينام.

وأما مشيه فقد عرف حاله، وأما مشيه مع أصحابه فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم، وهو معنى ما ورد: كان يسوق أصحابه، ولم يكن له -صلى اللَّه عليه وسلم- ظل في شمس ولا في قمر، رواه الحكيم الترمذي عن ذكوان. وقال ابن سبع: كان -صلى اللَّه عليه وسلم- نورًا، وكان إذا مشى في الشمس والقمر لا يظهر له ظل، وقال: ويشهد له قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في دعائه: (واجعلني نورًا) (٢)، قال العبد الضعيف: عجبا من هؤلاء الأعلام كيف فاتهم: ولا عند سراج، والدليل قائم.

وأما لونه فقد مضى الكلام فيه، واتفقت الروايات على بياضه، قالوا: كان أبيض مليح الوجه، وعند الطبراني: ما أنسى شدة بياضه في شدة سواد الشعر، وقال عمه أبو طالب في مدحه:


(١) أخرجه الترمذي في "سننه" (٢٧٦٢).
(٢) انظر: "المواهب اللدنية" (٢/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>