وأما البول والدم: فقد شربهما بعض الناس فلم يمرض أبدًا، وجاءت فيه أحاديث، وفيها دلالة على طهارة بوله ودمه، وقد ورد: أنه إذا كان أراد أن يتغوط انشقت الأرض وابتلعت بوله وغائطه، وفاحت لذلك رائحة طيبة، ولم يطلع على ما يخرج منه بشر، وقد يروى: ابتلاع الأرض ما يخرج عن الأنبياء عليهم السلام.
وقال الشيخ الحافظ ابن حجر (١): قد تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعد ذلك من خصائصه، فكله حسن وجمال، وكله طهارة ونظافة، وكله فضل وكمال، صلى اللَّه عليه وسلم وعلى آله وأصحابه في كل حين وفي كل حال، وهذا نقلته من صفاته -صلى اللَّه عليه وسلم- مما فات المؤلف في هذا الباب، وبعض ذلك وإن كان ذكره في أبواب أخر لكني أردت إيراده متسقًا ومنتظمًا شوقا وغرامًا وتمسكًا واعتصامًا، ولا أخاف في أمثال ذلك من التطويل فأيّ تطويل عند ذكر الحبيب، وهو يصحح العليل ويشفي الغليل، فعلى اللَّه التوكل، وعلى فضله وكرمه التعويل: