للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٣٨ - [٢] وَعَنْهُ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّوْءَ سَبْعَ سِنِينَ، وَلَا يَرَى شَيْئًا، وَثَمَانِ سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٩٠٢، م: ٢٣٥٣].

ــ

فالصواب (١) أن تؤول رواية خمس وستين بأن يقال: إنه أخذ سنتي الوفاة تامتين (٢) وجعل بعض أشهر المولد سنة تامة، فافهم.

٥٨٣٨ - [٢] (وعنه) قوله: (يسمع الصوت) كان يسمعه من يمينه وشماله ومن فوقه فيقول: يا محمد! ولا يرى أحدًا، (ويرى الضوء) أي: المحسوس، وقيل: المراد به وجود الانشراح والانكشاف، والظاهر هو الأول حتى زِيد في بعض الروايات: في الليالي المظلمة.

وقوله: (ولا يرى شيئًا) الظاهر أنه يتعلق بسماع الصوت ورؤية الضوء معًا، أي: لا يرى شيئًا يصوت ويضيء.

وقوله: (وثمان سنين يوحى إليه) هذا الحديث يدل على أن سماع الصوت ورؤية الضوء كان بعد النبوة في مدة إقامته بمكة، والذي ذكر في كتب السير، ويظهر من الأحاديث أنه كان قبل النبوة، حتى قالوا: إن الحكم في ذلك أن يحصل الاستئناس والائتلاف بعالم الملكوت وأنواره، ولا يكون ظهوره بغتةً سببًا لهدم بناء البشرية واضمحلال رسوم الإنسانية، ومع ذلك كان يجد من الثقل والتعب في وقت الوحي


(١) قوله: "فالصواب أن يأول -إلى- سنة تامة، فافهم" كذا في (ب)، وسقط في (ك)، و (ع)، و (ر).
(٢) كذا في الأصل، والظاهر: "سنة الوفاة تامة".

<<  <  ج: ص:  >  >>