وقوله:(اللهم عليك بقريش) أي: بإهلاك كفار قريش، فإنه عام أريد به المخصوص، (أمية بن خلف) بفتح اللام، (وعقبة) بضم العين وسكون القاف، (ابن أبي معيط) بضم الميم وفتح العين، وسكون التحتانية. و (صرعى) جمع صريع كمريض ومرضى، والصرع: الطرح والإسقاط على الأرض. و (سحبوا) بلفظ المجهول، سحبه: جره على الأرض فانسحب. و (القليب) بئر لم يطو. (وأتبع) بلفظ المجهول من الإفعال، وقالوا: لم يكن عمارة بن الوليد في المذكورين، ولم يقتل ببدر، بل مات بأرض الحبشة، وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد أن رجعوا عن بدر، وأمية بن خلف لم يطرح في القليب، فما ذكر يكون باعتبار الأكثر، ويظهر حقيقة الحال بالنظر في كتب السير.
هذا واستشكل الحديث بأنه كيف استمر -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصلاة مع إصابة النجاسة على ظهره؟ وأجيب أولًا: بأن الفرث طاهر عند مالك ومن وافقه، وإنما النجس الدم، وتعقب بأن الفرث لم ينفرد، بل كان مع الدم كما مرّ من قوله:(فيعمد إلى فرثها ودمها)، وثانيًا: بأن الفرث والدم كانا داخلين تحت السلا، وجلدة السلا طاهرة، فكأنه كحمل القارورة المرصصة، وتعقب بأنه ذبيحة مشرك وثني فجميع أجزائها نجسة لأنها ميت؟