للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ (١) عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ كُلَالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ -وَأَنَا مَهْمُومٌ- عَلَى وَجْهِي،

ــ

اليوم أشد الشدائد أو أشد من كل شديد، وعلى الوجهين يكون قوله: (يوم العقبة) ظرفًا لـ (لقيت) الأول، ويجوز أن يكون ظرفًا لـ (لقيت) الثاني، ويكون الأول مطلقًا، أي: لقيت من قومك ما لقيت، وكان ما لقيت منهم يوم العقبة أشد من الكل، فافهم.

والظاهر أن العقبة هي التي تضاف إليها الجمرة وهي بمنى، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقف عند العقبة في الموسم يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام، فدعا ابن عبد ياليل فأبى، وما أجاب إلى ما دعاه، كذا قال الطيبي (٢)، ولكن ذكر في كتب السير أن ابن عبد ياليل كان في الطائف من رؤساء أهله من ثقيف، وذهب -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه في الطائف، ودعاه وأشراف ثقيف لما زاد أهل مكة في الكفر والطغيان، ومات أبو طالب وخديجة، فحزن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويسمى ذلك العام عام الحزن، ذهب إلى أهل الطائف، فلم يجد منهم مساعدة وموافقة، ورأى منهم ومن سفهائهم من الإيذاء ما لا يطاق ذكره، والقصة مذكورة في (شرح سفر السعادة) في فصل الجهاد وآدابه قبيل الخاتمة، إلا أن يقال: دعاه عند العقبة ثم ذهب إليه، واللَّه أعلم.

و(ياليل) بتحتانية وبعدها ألف ثم لام مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم لام غير منصرف. و (كلال) بضم الكاف منون.

وقوله: (فانطلقت) أي: عند الانصراف عن أهل الطائف.

وقوله: (على وجهي) متعلق بـ (انطلقت)، أي: حائرًا هائمًا لا أدري أين أتوجه،


(١) في نسخة: "إذا".
(٢) "شرح الطيبي" (١١/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>