للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

من رحمتي للصغير ورأفتي على الكبير).

المرة الثالثة: عند البعثة، روى أبو داود الطيالسي والحارث بن أبي أسامة في (مسنديهما) والبيهقي وأبو نعيم (١) عن عائشة -رضي اللَّه عنها- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (نذر أن يعتكف شهرًا هو وخديجة [بحراء]، فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج ذات ليلة فسمع السلام عليك، قال: فظننتها فجأة الجن، فجئت مسرعًا حتى دخلت على خديجة [فسجتني ثوبًا]، وقالت: ما شأنك؟ فأخبرتها، فقالت: أبشر فإن السلام خير، ثم خرجت مرة أخرى فإذا جبريل على الشمس جناح له بالمشرق، وجناح له بالمغرب، فجفلتُ منه فجئت مسرعًا، فإذا هو بيني وبين الباب، فكلمني حتى انست به، ثم وعدني موعدًا فجئت إليه، فأبطأ علي، فأردت أن أرجع، فإذا أنا به وبميكائيل قد سدّا الأفق، فهبط جبريل فبقي جبريل بين السماء والأرض، فأخذني جبريل فسلقني بحلاوة القفا، ثم شق عن قلبي فاستخرجه، ثم استخرج منه ما شاء اللَّه أن يستخرج، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم لأمه، ثم كفأني كما يكفأ الإناء، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي، وذكر الحديث.

المرة الرابعة: ليلة الإسراء، روى مسلم (٢) عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أتيت وأنا في أهلي؛ فانطلق بي إلى زمزم، فشرح صدري، ثم غسل بماء زمزم، ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئة إيمانًا وحكمة، فحشي بها صدري -قال أنس:


(١) "مسند أبي داود" (٣/ ١٢٥)، و"مسند الحارث" (٢/ ٨٦٧)، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم (١/ ٢١٥).
(٢) "صحيح مسلم" (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>