للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذْ أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ" يَعْنِي مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، "فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ،

ــ

(فتح الباري) (١) أنه بات في بيت أم هانئ، وبيتها في شعب أبي طالب ففرج سقف بيته، وأضاف البيت إلى نفسه الشريفة لبيتوتته فيه، فنزل منه الملك فأخرجه من البيت إلى المسجد، ثم أخذه الملك فأخرجه من المسجد.

وقوله: (إذ أتاني آت) يعني جبرئيل. و (الثغرة) بضم المثلثة وسكون الغين المعجمة: نقرة النحر التي بين الترقوتين، و (الشعرة) بالكسر: العانة، وقيل: منبت شعرها، وفي (القاموس) (٢): هي العانة كالشعراء، وتحت السرة منبته.

وقوله: (فاستخرج قلبي) أي: أخرج، والإخراج والاستخراج بمعنى.

وقوله: (بطست من ذهب) فإن قيل: استعمال الذهب حرام في شرعه عليه الصلاة والسلام فكيف استعمل هنا؟ فالجواب أن تحريم الذهب إنما هو لأجل الاستمتاع به في هذه الدار، وأما في الآخرة فهو من أواني الجنة، وما وقع في تلك الليلة كان الغالب فيه ما كان من أحوال الغيب وعالم الآخرة، على أن الاستعمال والاستمتاع لم يحصل له -صلى اللَّه عليه وسلم-، فافهم.

وقوله: (مملوء إيمانًا) قيل: هو من باب التمثيل، أو مثل له المعاني كما مثل له أرواح الأنبياء وكما تمثل الأعمال يوم القيامة للوزن.

(ثم حشي) أي: ملئ القلب إيمانًا، من حشا الشيء: ملأه، وأحشا: امتلأ،


(١) "فتح الباري" (٧/ ٢٠٤).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>