وإن قلنا: إنها كانت من خمر الجنة كان سبب تجنبها صورتها ومضاهاتها الخمر المحرمة، أي: في علم اللَّه تعالى، وذلك أبلغ في الورع والتقوى، وهذا الحديث يدل على أن الإتيان بالأواني الثلاث كان فوق السماء، ودل بعض الأحاديث على أنه كان عند إتيان المسجد الأقصى، ولعله كان مرتين في المقامين جميعًا صرح به الحافظ العماد ابن كثير (١)، وقد لا يذكر في بعض الأحاديث العسل، ويصلح وجهًا لذلك مثل ما ذكرنا، واللَّه أعلم.
وقوله:(ثم فرضت علي الصلاة) قال بعض العارفين: الحكمة في فرض الصلاة ليلة الإسراء أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما عرج به رأى في تلك الليلة تعبد الملائكة، وأن منهم القائم فلا يقعد، والراكع فلا يسجد، والساجد فلا يقعد، فجمع اللَّه تعالى له ولأمته تلك العبادات كلها في الركعة، وفيه نظر فتأمل.
وقوله:(فقال: بما أمرت؟ ) قيل: لعل اختصاص موسى عليه السلام بالتكلم في هذا المقام لاختصاصه بكلام اللَّه تعالى في الدنيا من بين سائر الأنبياء والرسل، وقد بالغ عليه السلام في النصيحة والشفقة لهذه الأمة في هذه القضية، وظهر منه ما لم يظهر أحد من الأنبياء.
وقوله:(أمضيت فريضتي) استدل بحديث المعراج في فرضية خمس صلوات وإمضائها وعدم تبدلها من قال: بعدم وجوب الوتر، والجواب أن المراد الفرضية القطعية