للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ". وَسَاقَ مِثْلَ مَعْنَاهُ، قَالَ: "فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فرحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ". وَقَالَ فِي السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ: "فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ". وَلَمْ يَذْكُرْ بُكَاءَ مُوسَى، وَقَالَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: . . . . .

ــ

واختلف في أن هذه الصلاة كانت نفلًا أو فرضًا؟ وإذا قلنا: كانت فرضًا فأيّ صلاة صبح أو عشاء؟ وهذا إنما يتأتى على قول من قال: إنه صلى بهم بعد عروجه إلى السماء ونزوله منها، وقد قيل به، وقيل: صلى قبله وبعده، فقبله يكون نفلًا وبعده يكون فرضًا، كذا قيل، ولا يخفى أن الصلاة كانت فرضًا قبل قصة المعراج، وإنما فرضت بعد المعراج الخمس، فتدبر. وجاء في حديث أبي هريرة عن البزار والحاكم: أنه صلى بيت المقدس مع الملائكة وأنه أتي هناك بأرواح الأنبياء، فحمدوا اللَّه، وأثنوا عليه بما هو أهله، ثم حمد نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- ففاق الكل، وبلغ النهاية في ذلك، فأقبل إبراهيم على الأنبياء، وقال: بهذا فضلكم محمد (١).

وقوله: (ثم عرج بنا) بلفظ المجهول، وضمير الجمع في (بنا) إما للتعظيم لصعوده مقام الرفعة والعلاء أو لنفسه وجبرئيل والبراق، واللَّه أعلم.

وقوله: (شطر الحسن) الشطر: نصف الشيء وجزؤه، وقد يجيء الشطر بمعنى الجهة والناحية، كذا في (القاموس) (٢)، ويمكن الحمل على هذا المعنى أيضًا.

وبالجملة قد ثبت في شأن حسن يوسف وصباحة وجهه ما يوقع في النفس أنه كان أحسن الناس طرًّا، وقد يروى في قصة المعراج أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (فأنا برجل


(١) "مسند البزار" (١٧/ ٨)، و"المستدرك" (٣/ ٦٩٢).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>