للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ،

ــ

أحسن ما خلق اللَّه، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب)،

وهذا ينافي حديثًا أورده الترمذي في (جامعه) (١) من طريق أنس بن مالك: (ما بعث اللَّه نبيًا إلا حسن الوجه وحسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا)، فحديث المعراج مخصوص بغيره -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويؤيده قول من قال: إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، كذا في (روضة الأحباب)، وفي (شرح الشمائل) (٢) لشيخ شيوخنا أحمد بن حجر المكي: اعلم أن من تمام الإيمان به -صلى اللَّه عليه وسلم- اعتقاد أنه لم يجتمع في بدن آدمي من المحاسن الظاهرة ما جمع فيه؛ لأن المحاسن الظاهرة آيات على المحاسن الباطنة، ولا أكمل منه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا مساوي له في هذا المدلول فكذلك في الدال.

قال العبد الفقير إلى اللَّه ورسوله: وإن شئت مدحته ووصفته بما يليق ويختص به، فوصفه أنه جمع الكمالات كلها إلا ما اختص بمرتبة الألوهية، ورحم اللَّه البوصيري في قوله:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظم

وهذا هو الحد في وصفه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (مسندًا) بكسر النون حال، كذا في (الأصول)، ووقع في بعض نسخ (المصابيح): (مسند) بالرفع على حذف المبتدأ.


(١) "الشمائل" للترمذي (٣٢١).
(٢) انظر: "جمع الوسائل" (١/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>