للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٧٤ - [٨] وَعَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي إِثْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ. إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ خَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ، كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ،

ــ

بعنانه، وهو كناية عن التهيأ للحرب، والمعجزة حضور جبرئيل للحرب معه، ورؤيته -صلى اللَّه عليه وسلم- إياه يومئذ، أي: يوم وقعة بدر.

٥٨٧٤ - [٧] (وعنه) قوله: (يشتد) من الشدة وهي الحملة في الحرب، والشد: العدو، (أمامه) صفة (رجل من المشركين)، و (أقدم) أمر من الإقدام، أو من قَدَم، من نصر، من التقدم، و (حيزوم) بالحاء المهملة والتحتية والزاي، على وزن منصور: اسم فرس جبرئيل، كذا في (القاموس) (١) من حزمه يحزمه: شده، أو من حزم الفرس: شد حِزامه. وقيل: اسم فرس مَلَك من الملائكة، (إذ نظر) بدل من (إذ سمع).

وقوله: (فإذا هو قد خطم) بالخاء المعجمة والطاء المهملة بلفظ المجهول، خطمه يخطمه: ضربه على أنفه، والخطام بالكسر: سمة على أنف البعير أو على وجهه من الخد، كذا في (القاموس) (٢)، والمراد هنا أنه ظهر على أنفه أثر ضربته، وقد أصاب أنف الوليد بن المغيرة جراحة يوم بدر فبقي أثره، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [القلم: ١٦].

وقوله: (فاخضر) من الاخضرار، وكذلك يبقى أثر الضرب.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٠٩).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٠١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>