للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَينَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْئَةً مِنْهَا حِين إبْتَدَأَ (١). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٥٧١، م: ٦٨٢].

٥٨٨٥ - [١٨] وَعَن جَابِرٍ قَالَ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ، وَإِذَا شَجَرَتَيْنِ بِشَاطِئِ الْوَادِي، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى إِحْدَاهُمَا، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: "انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ". . . . .

ــ

وتركت، والإقلاع عن الأمر: الكف عنه، والمعنى أنهم شربوا منها ورووا وتركوها وهم يتخيلون أن ما بقي فيها أكثر مما كان أولًا، والمراد المبالغة في بقائها على حالها.

و(ملئة) بكسر الميم وسكون اللام مهموزًا للحالة، وبقية الحديث: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (اجمعوا لها)، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعامًا فجعلوه في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: (تعلمين ما رزأنا من مائك شيئًا ولكن اللَّه هو الذي سقانا)، فأتت أهلها، فقالت: العجب، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الرجل الذي يقال له: الصابئ، ففعل كذا وكذا، فواللَّه إنه لأسحر الناس كلهم، أو إنه لرسول اللَّه حقًّا، فقالت لقومها: فهل لكم في الإسلام؟ . . . الحديث، كذا في (المواهب اللدنية) (٢)، وجاء في بعض الروايات وفي آخره: فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.

٥٨٨٥ - [١٨] (جابر) قوله: (واديًا أفيح) أي: واسعًا.

وقوله: (إذا شجرتين) أي: رأى شجرتين أو وجدهما، وفي بعض الروايات:


(١) وفي نسخة: "ابْتُدِئ" بصيغة المفعول، أي: الاستقاء والشرب منها. "مرقاة المفاتيح" (٩/ ٣٧٨٨).
(٢) "المواهب اللدنية" (٢/ ٥٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>