للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ، قَالَ قتادةُ: قُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثَ مِئَةٍ أَوْ زُهَاءُ ثَلَاثِ مِئَةٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٥٧٢، م: ٢٢٧٩].

٥٩١٠ - [٤٣] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ: "اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ". فَجَاؤوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ،

ــ

عند السوق، وقد سبق ذكره في (باب الاستسقاء)، و (ينبع) مثلثة الباء، و (زهاء) بضم الزاي ممدودًا، أي: قدر ثلاث مئة تخمينًا، زها: قدّر وحَزَرَ.

٥٩١٠ - [٤٣] (عبد اللَّه بن مسعود) قوله: (كنا) أي: أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (نعد) أي: نحسب ونعتقد في زمنه -صلى اللَّه عليه وسلم- (الآيات) القرآنية التي كانت تنزل من السماء، أو المعجزات التي تظهر على يده، وهذا أوفق بسياق الحديث (بركة) ونورًا يحصل في قلوبنا من ذلك، (وأنتم) خطاب لمن بعدهم، أي: أنتم أيها الناس تحسبون أن فائدتها كانت تخويفًا وإنذارًا للكافرين والمنكرين لها، نعم أنها كانت إنذارًا لهم، ولكنها كانت مورثة للبشارة والبركة في قلوب المؤمنين المحبين المعتقدين، فافهم. ويجوز أن يكون المراد أنه ما كان الغرض من نقل المعجزات في زمن الصحابة إلا التبرك والتيمن بذكر النبي ومعجزاته -صلى اللَّه عليه وسلم- لعدم المخالفين الذين من شأنهم التخويف والإنذار، بخلاف هذا الزمان الذي جاء بعد فإنه قد يقع الغرض من نقلها ذلك، وهذا حكم باعتبار البعض أو مبالغة، واللَّه أعلم.

وقوله: (اطلبوا فضلة) بفتح الفاء وسكون الضاد: البقية كالفضل والفضالة

<<  <  ج: ص:  >  >>