للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ ظُعُنِهِمْ وَنَعَمِهِمُ، اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَقَالَ: "تِلْكَ غَنِيمَةُ المُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى"، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟ " قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "ارْكَبْ" فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ. قَالَ: "اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلَاهُ"،

ــ

وقوله: (على بكرة أبيهم) أي: بأجمعهم، يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم، وهذا مثل يريدون به الكثرة وتوفر العدد وأنهم جاؤوا جميعًا لم يختلف منهم أحد، ونقل الطيبي (١) أن أصله أن جمعًا من العرب عرض لهم انزعاج فارتحلوا جميعًا ولم يخلفوا شيئًا حتى إن بكرة كانت لأبيهم أخذوها معهم، فقال من وراءهم: جاؤوا على بكرة أبيهم، فصار ذلك مثلًا، والبكرة بفتح الباء وسكون الكاف: الإبل التي يستقى عليها.

و(الظعن) بالظاء المعجمة والعين المهملة المضمومتين وقد تسكن العين جمع ظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، وقد يطلق على الهودج فيه امرأة أم لا، وعلى الإبل أيضًا، قال في (الصحاح) (٢): ولا يطلق حمول ولا ظعن إلا على الإبل التي عليها الهوادج، ويقال: هذا بعير تظعنه المرأة، أي: تركبه، و (النعم) بفتحتين الإبل والشاة، أو خاص بالإبل، والجمع أنعام وأناعيم.

وقوله: (أنس بن أبي مرثد) بفتح الميم والثاء المثلثة، و (الغنوي) بفتح الغين المعجمة والنون نسبة إلى غني بن أعصر، و (استقبل) بلفظ الأمر.


(١) "شرح الطيبي" (١١/ ١٥٧).
(٢) "الصحاح" (٦/ ٢١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>