للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٨٣ - [٥] وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا يَزَالُ الإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ". وَفِي رِوَايَةٍ: "لَا يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا كلُّهُم مِنْ قُرَيشٍ". وَفِي رِوَايَةٍ: "لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْهِمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٧٢٢٢، م: ١٨٢١].

ــ

الحديث يدل على أن الأمر إنما يكون في قريش إذا أقاموا الدين، وإذا لم يقيموا الدين فلا أمر منهم سواء حمل على الخبر أو على معنى الأمر. وقيل: إنه متعلق بـ (كب) لا بقوله: إن الأمر فيهم؛ لأنه كان فيهم مَن غيَّر وبدَّل ولم يصرف عنه الأمر، كذا قال التُّوربِشْتِي (١)، اللهم إلا أن يقال: إن المقصود تحريضهم على إقامة الدين وأنهم إن لم يقيموا الدين كاد أن يخرج عنهم الأمر ويغلبهم فيه غيرهم، وهذا المعنى بمعنى الخبر أنسب دون الأمر، فافهم.

٥٩٨٣ - [٥] (جابر بن سمرة) قوله: (لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش) إلى آخر الروايات، وفي بعض طرق هذا الحديث في آخره: (أبو بكر لا يلبث إلا قليلا) (٢)، واستشكل هذا الحديث بأن الظاهر منه أن اثني عشر خليفة يكون بعده -صلى اللَّه عليه وسلم- على الولاء، يستقيم بهم أمر الدين، ويعز الإسلام، وتجري الأحكام مع أن الوجود لا يشهد له، فإن فيهم من أمراء الجور والفساد من بني مروان من لا تُمدح طريقتهم، ولا تَحْسن سيرتهم، وأيضًا قد صح: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يصير ملكًا عضوضًا)، واتفقوا على أنه لا يسمَّى مَن بعده خلفاء بل ملوكًا


(١) "كتاب الميسر" (٤/ ١٣٠٧).
(٢) انظر: "المعجم الكبير" للطبراني (ح: ١٢، ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>