ومات على إسلامه، فعلى هذا وجب أن يقال: كل صحابي وتابعي بل كل مسلم في الجنة، لكن الصحابي والتابعي والمسلم في الحقيقة هو الذي مات على الإيمان، وهو إنما يعلم بإخبار المخبر الصادق بموته على الإيمان وبتبشيره بذلك، وبهذا خصَّص جماعة ببشارة الجنة، ويمكن أن يجعل هذا بشارة بالموت على الإيمان لمن رآه أو رأى من رآه كما قيل في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (من زار قبري وجبت له الجنة)، وفي رواية:(وجبت له شفاعتي)، لكن دل هذا الحديث على أن هذه الخصوصية تكون للقرنين لا للقرن الثالث وإن شاركوا في الخيرية ممن بعدهم، فتدبر.
٦٠١٤ - [٨](عبد اللَّه بن مغفل) قوله: (اللَّه اللَّه في أصحابي) بالنصب بتقدير: اتقوا اللَّه في حق أصحابي، أي: لا تذكُروهم إلا بالخير، أو: أنشدكم اللَّه في حقهم، و (الغرض) محركة: الهدف يرمى فيه، والإضافة في (حبي) و (بغضي) إلى المفعول، يعني حبهم يستلزم حبي، وبغضهم بغضي، أعاذنا اللَّه من ذلك.
٦٠١٥ - [٩](أنس) قوله: (لا يصلح الطعام إلا بالملح. . . إلخ)، صرح بوجه