إبراهيم مصلًّى، واحتجاب نساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}[التحريم: ٥]، وسيجيء ذكره في أول الفصل الثالث، وإشارته بقتل أسارى بدر، وقصته مذكورة في تفسير قوله تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ}[الأنفال: ٦٧]، وفي تحريم الخمر حيث قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، ولما نزل قوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية [المؤمنون: ١٢]، قال -رضي اللَّه عنه-: فتبارك اللَّه أحسن الخالقين، فنزلت:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون: ١٤]، وقوله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة: ٨٤] في قصة موت عبد اللَّه بن أبيٍّ وصلاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}[البقرة: ١٨٧]، روي أنهم كانوا قبل نزول هذه الآية إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والجماع، وكان عمر يتمنى أن تحل لهم هذه الأشياء إلى طلوع الفجر، ووقع ليلة على أهله فجاء إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يترخص في ذلك، فنزلت، ولما استشار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} الآية [الأنفال: ٥]، واستشارهم -صلى اللَّه عليه وسلم- في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول اللَّه؟ قال: اللَّه، قال: أفتظن أن ربك دلَّس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك. وجاء أن يهوديًّا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، لو نزل ميكائيل لآمنا به، فقال عمر: من كان عدوًا للَّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن اللَّه عدو له فنزلت، ولما نزل قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: ١٣ - ١٤] بكى عمر وقال: يا رسول اللَّه! آمنا باللَّه وبرسوله وصدقنا كلامه وينجو منا قليل؟ فنزل قوله